يقول أحد المشايخ : كنت في أمريكا ألقي إحدى المحاضرات, وفي منتصفها قام أحد الناس وقطع عليّ حديثي, وقال : يا شيخ، لقن فلاناً الشهادتين -
ويشير لشخص أمريكي بجواره - فقلت : الله أكبر!.. فاقترب الأمريكي مني أمام الناس, فقلت له : ما الذي حببك في الإسلام وأردت أن
تدخله?..
فقال : أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات وأموال, ولكني لم اشعر بالسعادة يوماً من الأيام, وكان عندي موظف هندي مسلم يعمل في شركتي,
وكان راتبه قليلاً, وكلما دخلت عليه رأيته مبتسماً, وأنا صاحب الملايين لم ابتسم يوما من الأيام..
قلت في نفسي : أنا عندي الأموال وصاحب الشركة, والموظف الفقير يبتسم وأنا لا ابتسم!.. فجئته يوماً من الأيام فقلت له أريد الجلوس معك,
وسألته عن ابتسامته الدائمة، فقال لي : لأنني مسلم، أشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.. قلت له : هل يعني أن المسلم طوال أيامه
سعيد؟.. قال : نعم, قلت : كيف ذلك?..
قال : لأننا سمعنا حديثا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول فيه : (عجباً لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, إن أصابته ضراء صبر فكان
خيراً له, وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له).. فأمورنا كلها بين السراء والضراء.. إما الضراء فهي صبر لله, وإما السراء فهي شكر لله,
حياتنا كلها سعادة في سعادة..
قلت له : أريد أن ادخل في هذا الدين!.. قال : اشهدْ أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله!..
قال الشيخ : قلت لهذا الأمريكي أمام الناس اشهد الشهادتين, فلقنته، وقال أمام الملأ : (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)، ثم انفجر يبكي
أمام الناس, فجاء من يريدون التخفيف عنه, فقلت لهم : دعوه يبكي, ولما انتهى من البكاء, قلت له : ما الذي أبكاك?.. قال : والله دخل في
صدري فرح لم أشعر به منذ سنوات!..
ويعقب الشيخ على هذه القصة بقوله : انشراح الصدر لا يكون بالمسلسلات ولا الأفلام ولا الشهوات ولا الأغاني, فكل هذه تأتي بالضيق, أما
انشراح الصدر فيكون بتلاوة القرآن الكريم والصيام والصدقات والنفقات : {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية
قلوبهم من ذكر الله}.