السِّواك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد ،،،

قد كنت أقرأ في كتاب مغني المحتاج ، فوجدت موضوعا عن السواك ، فأحببت أن أكتبه ها هنا لينتبه أكثر الناس إلى أهميته في الدين والدنيا والآخرة

الكلام يطول ، لذلك حاولت أن أختصره اختصارا لا يخل بالمعنى ، وتبسيطه حتى يستوعبه أكثرنا ، فعسى أن أكون وفقت في ذلك
وقمت كذلك بإضافة قول للإمام إبن عثيمين رحمه الله ضمن المقال

بسم الله نبدأ :
السواك لغة هو : الدلك .. ويطلق أيضا على الأداة التي تستخدم للدلك .
وأما شرعاً فهو : استعمال عود أو نحوه لتدليك الأسنان وما حولها .

حُكمه : مستحب ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ]
واختلف في قوله : [ عند كل صلاة ]
قيل : بعد غسل الكفين في الوضوء .. وقيل : قبل التسمية ، أو معها
وقيل أنه لو ترك السواك في أول الوضوء ؛ فإنه يأتي به في أثنائه .

ويسن للصلاة نفسها ، ولو نفلا ، لخبر : [ ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بلا سواك ]
ويسن للطواف ولو نفلا .. ولسجود التلاوة والشكر ، وقبل الإحرام .
ويسن السواك عند تغير الفم : ويحصل التغير بنوم ، أو أكل ، أو جوع ، أو سكوت طويل ، أو كلام كثير .. أو نحو ذلك .
ويسن السواك أيضا لقراءة القرآن ، أو كتاب علم شرعي ، وللذكر ، ولدخول منزله ، وللاحتضار ( لأن السواك يسهل خروج الروح ) ، وفي السَّحَر ، وللأكل ، وبعد الوتر ، وللصائم ( قبل الزوال ) .

ويسن التدليك بالسواك بعرض الأسنان ، ظاهرا وباطنا ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إذا استكتم فاستاكوا عرضا ] ، وقيل يُكره بالطول ، لأنه يُدمي اللثة ، ويفسد لحم الأسنان ، وقيل أن الشيطان يستاك طولاً .. أما اللسان فالسنة أن يستاك به طولاً .. ويستحب إمرار السواك على سقف الفم بلطف .

يسن أن يكون السواك خشناً ، مزيلا للقلح ( القلح : اللون الأصفر أو الأخضر في الأسنان ) ، طاهراً ، فيجوز استخدام الأراك ، أو الخرقة ، ( أو فرشاة الأسنان ) ، لكن الأراك أولى .

ويسن غسل العود قبل السواك ، ويكره غمسه في الماء الذي يتوضأ منه .. وأن يخلل الأسنان من بقايا الطعام بعود ، ويُكره بحديدة .

ويُحرم في السواك ما فيه أذى ؛ كسُمٍّ مثلا ، وبمبرد ؛ لأنه يزيل جزءا من الأسنان ، وبنجس ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : [ السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب ] .

ويُكره في السواك أن يزيد عن الشبر في طوله .

ولا يجزئ استخدام الأصبع في السواك ، إلا أن تكون منفصلة عن الجسد ، طاهرة .

واختلف في استخدام اليد اليمنى أم اليسرى في الاستياك ، فمن قال باليمنى فذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في كل شيء ما استطاع ، ومن قال باليسرى فلأن السواك إزالة لنجاسة ، فكان كالاستنجاء .. وقيل : إن كان مقصوده العبادة فباليمنى ، أو إزالة الرئحة فباليسرى .

وقيل لا كراهة لمُستاكٍ إلاَّ الصائم بعد وقت الزوال ، ولكن الأصح أنهلا كراهة مطلقا .. ووقت الزوال أي : بعد أن تنتصف الشمس في وسط السماء ، وتبدأ بالاتجاه غروبا ، وبعد أن يبدأ الظل بالاتجاه شرقا .. لأن ما بعد ذلك الوقت تكون الصلوات متقاربة .. ومن استشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ] .. والخلوف ( بضم الخاء واللام ) : تغير رائحة الفم .. من استشهد بالحديث فهم قليلون ، لم يأخذ أكثر أهل العلم بهم .

ولم يرد ذكر مخصص يقوله المرء إذا استاك ، ولكن لا بأس أن يقول : < اللهم بيِّض به أسناني ، وشُدَّ به لِثَاتي ، وثبِّت به لَهَاتي ، وبارك لي فيه يا أرحم الراحمين >

وأخيراً .. من فوائد السواك أنه :يطهر الفم ، ويرضي الرب ، ويبيض الأسنان ، ويطيب النكهة ، ويسوِّي الظهر ، ويشد اللثة ، ويبطئ الشيب ، ويصفي الوجه ، ويُنمي العقل ، ويضاعف الأجر ، ويسهل خروج الروح ، ويُذكِّر الشهادة عند الموت .
هذا وأسأل الله الأجر والثواب على هذا العمل
وصلى الله على محمد وآله وأصحابه أجمعين